فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات تستهدف صناعة النفط الإيرانية يوم الاثنين، حيث استهدفت أكثر من 30 وسيطا ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن لدورهم في بيع ونقل النفط الإيراني، بحسب وزارة الخزانة.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر لمنع البلاد من الحصول على سلاح نووي، ويبني على طبقات العقوبات التي فرضتها بالفعل حكومته وإدارة بايدن السابقة.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان: "تواصل إيران الاعتماد على شبكة غامضة من السفن والناقلين والوسطاء لتسهيل مبيعاتها النفطية وتمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار".
وأضاف أن "الولايات المتحدة ستستخدم كل أدواتها المتاحة لاستهداف جميع جوانب سلسلة إمدادات النفط الإيرانية، وأي شخص يتعامل في النفط الإيراني يعرض نفسه لمخاطر عقوبات كبيرة".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات الجديدة تستهدف وسطاء النفط في الإمارات وهونج كونج، ومشغلي ومديري الناقلات في الهند والصين، ورئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية، وشركة المحطات النفطية الإيرانية.
وتشرف شركة محطات النفط الإيرانية على جميع العمليات في محطات النفط الإيرانية، بما في ذلك محطة جزيرة خرج النفطية، التي تتدفق عبرها غالبية النفط الإيراني، ومحطة مكثفات جنوب فارس، التي تمثل 100% من صادرات مكثفات الغاز الإيرانية، وفقاً لوزارة الخزانة.
كان ترامب قد استأنف في وقت سابق من هذا الشهر حملة "الضغط الأقصى" على إيران والتي تتضمن جهودا لدفع صادرات البلاد من النفط إلى الصفر، وإعادة فرض سياسة واشنطن الصارمة تجاه إيران والتي مارستها طوال فترة ولاية ترامب الأولى.
النفط هو المصدر الرئيسي للإيرادات بالنسبة لإيران، واستهداف صادرات البلاد يهدف إلى حرمان الحكومة من الأموال اللازمة لبرامجها النووية والصاروخية. وتحظر هذه الخطوة بشكل عام على أي أفراد أو كيانات أميركية القيام بأي أعمال تجارية مع الأهداف وتجميد أي أصول أميركية.
واتهم ترامب سلفه الرئيس جو بايدن بالفشل في تطبيق العقوبات على صادرات النفط بشكل صارم.
ورغم العقوبات الأميركية، حققت صادرات طهران النفطية 53 مليار دولار في عام 2023 و54 مليار دولار في العام الذي سبقه، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبحسب بيانات أوبك، بلغ الإنتاج خلال عام 2024 أعلى مستوى له منذ عام 2018.
كان ترامب قد دفع صادرات النفط الإيرانية إلى ما يقرب من الصفر خلال جزء من ولايته الأولى بعد إعادة فرض العقوبات، لكنها انتعشت في عهد بايدن في البيت الأبيض حيث نجحت إيران في التهرب من العقوبات.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إجراءات ترامب ستؤدي إلى انخفاض صادرات إيران بشكل كبير.
لا تعترف الصين بالعقوبات الأميركية، وتشتري الشركات الصينية معظم النفط الإيراني. وقد بنت الصين وإيران نظاماً تجارياً يعتمد في الأغلب على اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء، الأمر الذي يتجنب الدولار والتعرض للهيئات التنظيمية الأميركية.
وتعتقد وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وأعضاء آخرين في أوبك لديهم طاقة فائضة لتعويض أي خسارة في الصادرات من إيران، وهي أيضا عضو في أوبك.
(رويترز)