وصلت عملية بناء سفينة الاستكشاف "كابتن أركتيك" التي يبلغ طولها 69 متراً والتي تتميز بانبعاثات شبه معدومة ومصممة للإبحار المستدام في المياه القطبية، إلى مرحلة مهمة حيث تم الانتهاء من بناء هيكلها بواسطة شركة "جولتنز دبي"، مما يمثل بداية أعمال التجهيز النهائي والتكامل.
تمثل السفينة المملوكة لشركة SELAR الفرنسية والتي تم بناؤها بالتعاون مع Chantier Naval de l'Océan Indien (CNOI) وGoltens Dubai، خطوة كبيرة في دمج أنظمة الطاقة المتجددة في تصميم سفن الاستكشاف الحديثة.
تجمع سفينة "كابتن أركتيك" بين قوة دفع الرياح والطاقة الشمسية لخفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 90% مقارنةً بالسفن التقليدية المماثلة في الحجم. تتميز أشرعة السفينة الصلبة، التي يبلغ ارتفاعها 35 مترًا وتغطي 2000 متر مربع من الألواح الكهروضوئية، بقدرتها على الانكماش في الظروف الجوية القاسية، وهي مصممة لتحمل بيئة القطب الشمالي القاسية.
عندما لا يتوفر دفع الرياح، تعمل أعمدة الدفع المزدوجة في السفينة كتوربينات مائية، محولةً تدفق المياه إلى طاقة كهربائية لتشغيل الأنظمة على متنها. تشمل تدابير الاستدامة الإضافية نظام تناضح عكسي لتوليد المياه العذبة، وغلاية حبيبات تستخدم نفايات الخشب المعاد تدويرها للتدفئة، وسياسة إدارة خالية من النفايات تُحوّل نفايات الطعام العضوي والمياه الرمادية المعالجة إلى موارد قابلة لإعادة الاستخدام.
 
قال سانديب سيث، الرئيس التنفيذي لشركة غولتنز العالمية: "يؤكد الإطلاق الناجح لسفينة كابتن أركتيك ريادة غولتنز في تقديم حلول هندسية عملية تُعزز الاستدامة البحرية. هذه السفينة ليست مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هي أيضًا رمز لما يمكن تحقيقه عندما تتكامل الابتكارات والحرفية والمسؤولية البيئية".
شمل نطاق مشروع غولتينز دبي تصنيع الهيكل بالكامل، وبناء عمود الملك، وتوريد وتركيب أبواب مانعة لتسرب الماء، بالإضافة إلى مكونات هيكلية أخرى. بعد اكتمال الهيكل، ينتقل المشروع الآن إلى تجهيزه، ودمج الأنظمة، والتشغيل التجريبي قبل التجارب البحرية والتسليم.
بمجرد تشغيلها، ستستضيف سفينة "كابتن أركتيك" 36 راكبًا و24 من أفراد الطاقم، مقدمةً رحلات بحرية استكشافية تُركز على الاستكشاف منخفض التأثير والحفاظ على التنوع البيولوجي. يتيح تصميم السفينة المدمج وأنظمتها المتجددة مسارات مرنة وبصمة بيئية ضئيلة خلال الرحلات القطبية الشمالية وشبه القطبية.
ويسلط الإطلاق الضوء على التعاون المتزايد بين أحواض بناء السفن الدولية ومقدمي التكنولوجيا بهدف تسريع التحول في مجال الطاقة في القطاع البحري.